کد مطلب:241020 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

مثل العمود فی وسط الفسطاط من أراده أخذه
قال الصدوق حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زید بن علی بن الحسین بن علی أبی طالب علیهم السلام بقم فی رجب سنة تسع و ثلاثین و ثلاثمائة قال: أخبرنی علی بن إبراهیم بن هاشم فیما كتب إلی سنة سبع و ثلاثین و ثلاثمائة قال: حدثنی یاسر الخادم قال:

«كان الرضا علیه السلام إذا كان خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغیر و الكبیر فیحدثهم و یأنس بهم و یؤنسهم و كان علیه السلام إذا جلس علی المائدة لایدع صغیرا و لاكبیرا حتی السائس و الحجام إلا أقعده معه علی مائدته قال یاسر الخادم فبینا نحن عنده یوما إذ سمعنا وقع القفل الذی كان علی باب المأمون إلی دار أبی الحسن علیه السلام فقال لنا الرضا علیه السلام قوموا تفرقوا فقمنا عنه فجاء المأمون و معه كتاب طویل فأراد الرضا علیه السلام أن یقوم فأقسم علیه المأمون بحق رسول الله - صلی الله علیه و آله - ألا یقوم إلیه ثم جاء حتی انكب علی أبی الحسن علیه السلام و قبل وجهه و قعد بین یدیه علی وسادة فقرأ ذلك الكتاب علیه فإذا هو فتح لبعض قری كابل فیه إنا فتحنا قریة كذا و كذا فلما فرغ، قال له الرضا علیه السلام: و سرك فتح قریة من قری الشرك؟

فقال له المأمون أولیس فی ذلك سرور؟ فقال: یا أمیرالمؤمنین اتق الله فی أمة محمد - صلی الله علیه و آله - و ما ولاك الله من هذا الأمر و خصك به فإنك قد ضیعت أمور المسلمین و فوضت ذلك إلی غیرك یحكم فیهم بغیر حكم الله و قعدت فی هذه البلاد و تركت بیت الهجرة و مهبط الوحی و إن المهاجرین و الأنصار یظلمون دونك و لایرقبون فی مؤمن إلا و لاذمة و یأتی علی المظلوم دهر یتعب فیه نفسه و یعجز عن نفقته و لایجد من یشكو إلیه حاله و لایصل إلیك فاتق الله یا أمیرالمؤمنین فی أمور المسلمین و ارجع إلی بیت النبوة و معدن المهاجرین و الأنصار أما علمت یا أمیرالمؤمنین أن والی المسلمین مثل العمود فی وسط الفسطاط من أراده أخذه، قال المأمون یا سیدی فما تری؟ قال أری أن



[ صفحه 425]



تخرج من هذه البلاد و تتحول إلی موضع آبائك و أجدادك...» [1] .

قوله علیه السلام: «إن والی المسلمین مثل العمود فی وسط الفسطاط من أراده أخذه» یرید بضرب المثل بعمود الخمیة فی قیامها و قوامها به أن المسلمین كذلك قوامهم بالوالی، لأنه بمنزلة العمود للفسطاط و كل من أراد العمود أخذه أو من أراد الفسطاط أخذ العمود و الوجهان فی كلام الإمام علیه السلام محتمل فقوله: «من أراده أخذه» أی من أراد الوالی أخذه أو من أراد شیئا أو حاجة أخذ الوالی لأنه المسؤول بذلك و هذا الوجه أقرب فالمسلمون قوامهم بالوالی كما ان قوام الفسطاط بالعمود.

و قد جاء المثل المذكور للصلاة فی صادقی عنه - صلی الله علیه و آله - «مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود نفعت الأطناب و الأوتاد، و الغشاء، و إذا انكسر العمود لم ینفع طنب و لاو تدولا غشاء». [2] .

و باقری: «الصلاة عمود الدین مثلها كمثل عمود الفسطاط». [3] .



[ صفحه 426]




[1] عيون الأخبار 162 - 157/2، و البحار 165 - 164/49، وفيه: «إذا خلا...».

[2] فروع الكافي 266:3، البحار 218:82.

[3] المصدر.